]، أي: الذي له الحمد كله، المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، فالحمد أوسع الصفات وأعم المدائح، وأعظم الثناء؛ لأن جميع أسماء الله حمدٌ، وصفاته حمد، وأفعاله حمد، وأحكامه حمد، وعدله حمد، وانتقامه من أعدائه حمد، وفضله وإحسانه إلى أوليائه حمد
وهذا الوصف يتناول أمرين: الأول: الحفظ بعلمه جميع المعلومات؛ فلا يغيب عنه شيء منها، وفي مقابل ذلك النسيان، وقد نزَّه عنه لكمال علمه وحفظه الثاني: أنه تعالى الحافظ للمخلوقات من سماء وأرض وما فيهما، لتبقى مدة بقائها، فلا تزول ولا تَدْثُر ولا تميد ولا يسقط شيء على شيء، ولا يثقله ولا يعجزه شيء من ذلك
و"الكفيل" معناه: القائم بأمور الخلائق المتكفِّل بأقواتهم وأرزاقهم و"الوكيل" معناه: الكافي الكفيل، وهو عامٌّ وخاص: أما العام: المتكفِّل بأرزاق جميع المخلوقات وأقواتها، القائم بتدبير شؤون الكائنات وتصريف أمورها. والخاص: أي: نِعْمَ الكافي لمن التجأ إليه والحافظ لمن اعتصم به، وهو خاص بعباده المؤمنين به المتوكلين عليه.
و"السُّبُّوح القُدُّوس" اسمان عظيمان دالاَّن على تنزيه الله عن النقائص والعيوب، وتبرئته عن كل ما يضاد كماله وينافي عظمته، كالسِّنَة والنوم واللغوب والوالد والولد وغيرها
السلام من جميع العيوب والنقائص، لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله، فهو جل وعلا السلام الحق بكل اعتبار، سلامٌ في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيَّله وهم، وسلام في صفاته من كل عيب ونقص، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع على غير وجه الحكمة، وهو سبحانه السلام من الصاحبة والولد، والسلام من النظير والكفء والسميّ والمماثل، والسلام من الند والشريك
والعفوّ: هو الذي يمحو السِّيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه؛ فإن الغفران ينبئ عن السِّتر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من السِّتر، وهذا حال الاقتران، أما حال انفرادهما فإن كل واحد منهما يتناول معنى الآخر.