و"الباسط" أي: الذي يبسط رزقه لمن شاء من عباده، و"القابض" أي: الذي يضيق أو يحرم من شاء منهم من رزقه، لما يرى سبحانه في ذلك من المصلحة لهم
الذي يحكم بين عباده بما يشاء، ويقضي فيهم بما يريد، ويمنّ على من يشاء منهم بما يشاء، لا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه وأمره
الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات، لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن إلا أن يكون غنيّاً؛ لأن غناه من لوازم ذاته
الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان، وبالعالم العلوي والسفلي، بالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء، علم ما كان وما سيكون، وما لم يكن أن لو كان كيف يكون، أحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً
فهو العليّ علو ذات، قد استوى على العرش، وعلا على جميع الكائنات، وباينها، وهو العلي علو قدر، وهو علو صفاته وعظمتها، فإنّ صفاته عظيمةٌ لا يماثلها ولا يقاربها صفة أحد، بل لا يطيق العباد أن يحيطوا بصفة واحدة من صفاته. وهو العلي علو قهر، حيث قهر كلّ شيء، ودانت له الكائنات بأسرها، فجميع الخلق نواصيهم بيده، فلا يتحرّك منهم متحرِّك، ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن
والعفوّ: هو الذي يمحو السِّيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه؛ فإن الغفران ينبئ عن السِّتر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من السِّتر، وهذا حال الاقتران، أما حال انفرادهما فإن كل واحد منهما يتناول معنى الآخر.
و"العزيز" أي: الذي له جميع معاني العزة، الذي له العزة بجميع معانيها، وهي ترجع إلى ثلاثة معانٍ كلها ثابتة لله عز وجل على التمام والكمال. المعنى الأول: عزّة القوة، وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات وإن عظمت، المعنى الثاني: عِزّة الامتناع فإنه الغني بذاته فلا يحتاج إلى أحد، لا يبلغ العبادُ ضرَّه فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه، بل هو الضارُّ النافع،المعنى الثالث: عِزّة القهر والغلبة لجميع الكائنات، فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته،
card-2658
card-2657