وهذا الاسم العظيم دال على ثبوت كمال الحكم لله وكمال الحكمة. * أمَّا كمال الحكم فبثبوت أنَّ الحكم لله وحده يحكم بين عباده بما يشاء، ويقضي فيهم بما يريد، لا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه أمّا كمال الحكمة فبثبوت الحكمة له سبحانه في خلقه وفي أمره وشرعه، حيث يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها، ولا يتوجه إليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال.
والكبير العظيم أي: الذي له الكبرياء نعتاً والعظمة وصفاً، ومعاني الكبرياء والعظمة نوعان: أحدهما: يرجع إلى صفاته سبحانه، وأن له جميع معاني العظمة والجلال، كالقوة، والعزة، وكمال القدرة، النوع الثاني: أنه لا يستحق أحدٌ التعظيم والتكبير والإجلال والتمجيد غيره، فيستحق على العباد أن يعظّموه بقلوبهم وألسنتهم وأعمالهم
والرحمن جاء على وزن (فعلان) الدال على الصفة الثابتة اللازمة الكاملة، أي: من صفته الرحمة فالرحمن أي: الذي الرحمة وصفُه الراحم لعباده والرحيم دالٌّ على تعديها للمرحوم، أي: من يرحم بالفعل وغالب مجيء "الرحيم" إما مقيداً أو مقروناً باسم "الرحمن"
الجبار أي: أنه القاهر لكل شيء، الذي دان له كل شيء، وخضع له كل شيء، فالعالم العلوي والسفلي بما فيهما من المخلوقات العظيمة كلها قد خضعت في حركتها وسكناتها، وما تأتي وما تذر لمليكها ومدبرها، فليس لها من الأمر شيء، ولا من الحكم شيء، بل الأمر كله لله، والحكم الشرعي والقدري والجزائي كله له، لا حاكم إلا هو، ولا رب غيره، ولا إله سواه.