من أسمائه المؤمن، وهو في أحد التفسيرين: المصدِّق، الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم، فهو الذي صدق رسله وأنبياءه فيما بلغوا عنه، وشهد له بأنهم صادقون بالدلائل التي دلَّ بها على صدقهم قضاء وخلقاً، فإنه سبحانه أخبر- وخبره الصدق، وقولهالحق- أنه لا بد أن يري العباد من الآيات الأفقية والنفسية ما يبين لهم أن الوحي الذي بلغت رسله حق
وهذان الاسمان من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقروناً بالآخر، فإن الكمال من اجتماعهما، والتقديم والتأخير وصفان لله عز وجل دالان على كمال قدرته ونفوذ مشيئته، وكمال حكمته، وهما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله والله متصف بهما
المتفرِّد بالعطاء على الحقيقة، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، عطاؤه سبحانه كلام، ومنعه كلام، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، وكل ما بالعباد من نعمة فهي من منِّه وعطائه سبحانه، وسع عطاؤه العباد كلهم، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، هذا في الدنيا، أما يوم القيامة فخص به أولياءه المؤمنين