الخبير: فمعناه: الذي أدرك علمُه السرائر، واطّلع على مكنون الضمائر، وعلم خفيات البذور، ولطائف الأمور، ودقائق الذّرات، فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور الخفية التي هي في غاية اللطف والصغر، وفي غاية الخفاء، ومن باب أولى وأحرى علمه بالظواهر والجليات.
والخلقُ له معنيان احدهما إيجاد الشيء وإبداعه على غير مثال سابق والثاني: المقدر للأشياء على مقتضى حكمته
card-2636
حياء الرب تعالى من عبده فذاك نوع آخر لا تدركه الأفهام، ولا تكيفه العقول؛ فإنه حياء كرم وبر وجود وجلال، فإنه تبارك وتعالى حيٌّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا، ويستحيي أن يعذب ذا شيبة شابت في الإسلام
"الحيّ" فيه إثبات الحياة صفةً لله، وهي حياةٌ كاملة ليست مسبوقةً بعدم، ولا يلحقها زوالٌ وفناء، ولا يعتريها نقصٌ وعيب
]، أي: الذي له الحمد كله، المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، فالحمد أوسع الصفات وأعم المدائح، وأعظم الثناء؛ لأن جميع أسماء الله حمدٌ، وصفاته حمد، وأفعاله حمد، وأحكامه حمد، وعدله حمد، وانتقامه من أعدائه حمد، وفضله وإحسانه إلى أوليائه حمد
الذي لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم ومعاصيهم، يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه، وهو يحلم عليهم فيؤخر وينظر ويؤجل ولا يعجل، ويوالي النعم عليهم مع معاصيهم وكثرة ذنوبهم وزلاتهم، فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم، ويمهلهم كي يتوبوا، ولا يعاجلهم بالعقوبة كي يُنيبوا ويرجعوا
وهذا الاسم العظيم دال على ثبوت كمال الحكم لله وكمال الحكمة. * أمَّا كمال الحكم فبثبوت أنَّ الحكم لله وحده يحكم بين عباده بما يشاء، ويقضي فيهم بما يريد، لا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه أمّا كمال الحكمة فبثبوت الحكمة له سبحانه في خلقه وفي أمره وشرعه، حيث يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها، ولا يتوجه إليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال.
الذي لا شك فيه ولا ريب، لا في ذاته، ولا في أسمائه وصفاته، ولا في ألوهيته، فهو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه، فهو تبارك وتعالى حق، وأسماؤه وصفاته حق، وأفعاله وأقواله حق، ودينه وشرعه حق، وأخباره كلها حق، ووعده حق، ولقاؤه حق.