الذي تولى نصر عباده، وتكفَّلَ بتأييد أوليائه والدفاع عنهم، والنصرُ لا يكون إلا منه، ولا يتحقق إلا بمنِّه، فالمنصور من نصره الله؛ إذ لا ناصر للعباد سواه، ولا حافظ لهم إلا هو
من أسمائه المؤمن، وهو في أحد التفسيرين: المصدِّق، الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم، فهو الذي صدق رسله وأنبياءه فيما بلغوا عنه، وشهد له بأنهم صادقون بالدلائل التي دلَّ بها على صدقهم قضاء وخلقاً، فإنه سبحانه أخبر- وخبره الصدق، وقولهالحق- أنه لا بد أن يري العباد من الآيات الأفقية والنفسية ما يبين لهم أن الوحي الذي بلغت رسله حق
المطَّلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيء علماً، الشاهد على الخلق بأعمالهم، الرقيب عليهم فيما يصدر منهم من قول أو فعل، لا يغيب عنه من أفعالهم شيء، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
هو كثير العطاء، عظيم المواهب، واسع الإحسان، الذي يدر العطاء على عباده، ويوالي النعماء عليهم تفضلاً منه وإكراماً، ولا منان على الإطلاق إلا الله وحده، الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال، له المنة على عباده، ولا منَّة لأحد منهم عليه
ثبوت صفات الملك له التي هي صفاته العظيمة من كمال القوّة، والعزّة، والقدرة، والعلم المحيط، والحكمة الواسعة، ونفوذ المشيئة ,أن جميع الخلق مماليكُهُ وعبيدُهُ، ومفتقرون إليه، ومضطّرون إليه في جميع شؤونهم، ليس لأحد خروج عن ملكه، ولا لمخلوق غنىً عن إيجاده وإمداده، ونفعه ودفعه
الذي أوصل إلى كل الموجودات ما به تقتات، وأوصل إليها أرزاقها، وصرّفها كيف يشاء بحكمته وحمده أنه سبحانه هو الذي ينزل الأقوات للخلق ويقسم أرزاقهم صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم، قويهم وضعيفهم
وهذان الاسمان من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقروناً بالآخر، فإن الكمال من اجتماعهما، والتقديم والتأخير وصفان لله عز وجل دالان على كمال قدرته ونفوذ مشيئته، وكمال حكمته، وهما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله والله متصف بهما
المتفرِّد بالعطاء على الحقيقة، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، عطاؤه سبحانه كلام، ومنعه كلام، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، وكل ما بالعباد من نعمة فهي من منِّه وعطائه سبحانه، وسع عطاؤه العباد كلهم، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، هذا في الدنيا، أما يوم القيامة فخص به أولياءه المؤمنين
صوّر بإحكامه وحسن خلقه جميع الكائنات ولهذا قال المصور، أي الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها