و"الكفيل" معناه: القائم بأمور الخلائق المتكفِّل بأقواتهم وأرزاقهم و"الوكيل" معناه: الكافي الكفيل، وهو عامٌّ وخاص: أما العام: المتكفِّل بأرزاق جميع المخلوقات وأقواتها، القائم بتدبير شؤون الكائنات وتصريف أمورها. والخاص: أي: نِعْمَ الكافي لمن التجأ إليه والحافظ لمن اعتصم به، وهو خاص بعباده المؤمنين به المتوكلين عليه.
الإحاطة المكانية فقد أحاطت ظاهريته وباطنيَّته بكل ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه، كما قال عليه الصلاة والسلام: "وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء"،
واسع الصفات عظيمها، كثير النّعوت كريمها، فالمجيد يرجع إلى عظمة أوصافه وكثرتها وسَعَتِها، وإلى عظمة ملكه وسلطانه، وإلى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق، الذي لا يمكن العباد أن يحيطوا بشيء من ذلك، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجلّ وأعلى، وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله والخضوع له والتذلل لكبريائه، لا مجدَ إلاَّ مجدُه، ولا عظمة إلا عظمته
و"السُّبُّوح القُدُّوس" اسمان عظيمان دالاَّن على تنزيه الله عن النقائص والعيوب، وتبرئته عن كل ما يضاد كماله وينافي عظمته، كالسِّنَة والنوم واللغوب والوالد والولد وغيرها
من أسمائه المؤمن، وهو في أحد التفسيرين: المصدِّق، الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم، فهو الذي صدق رسله وأنبياءه فيما بلغوا عنه، وشهد له بأنهم صادقون بالدلائل التي دلَّ بها على صدقهم قضاء وخلقاً، فإنه سبحانه أخبر- وخبره الصدق، وقولهالحق- أنه لا بد أن يري العباد من الآيات الأفقية والنفسية ما يبين لهم أن الوحي الذي بلغت رسله حق
الذي قهر جميع الكائنات وذلتْ له جميع المخلوقات، ودانت لقدرت ومشيئته مواد وعناصر العالم العلوي والسفلي، فلا يحدث حادثٌ ولا يسكن ساكنٌ إلا بإذنه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وجميع الخلق فقراء إلى الله عاجزون، لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا خيراً ولا شراً. وكونه تبارك وتعالى قهاراً مستلزماً لكمال حياته وكمال عزته وكمال قدرته.